أختي الحبيبة لماذا لم تلبسي الحجاب ؟؟ .. سأجيب على هذا السؤال بشائع الإحتمال.. لنقل مثلاً انك تريدين تأجيل الأمر إلى ما بعد الزواج ..فهل منع الحجاب الفتيات من الزواج ؟ وهل تضمنين أن يكون زوجك الذي اختارك وأنت غير محجبة يوافق على ارتدائه بعد الزواج ؟ وهل تضمنين أن يكون رجلاً متديناً وقد اختارك وأنت متبرجة ؟ وهل تضمنين أن تعيشي حتى تتزوجي ؟ وإن لم يكتب الله لك الزواج فمتى سترتدينه ؟ ربما قلت :" إني لا أبدو جميلة بالحجاب " ومن قال لك ذلك ؟ بل انت بحجابك أجمل أتعرفين لماذا ؟ لأن وجهك سيستنير بنور الإيمان برضا الله عليك وستكونين وقورة أكثر وسيلقي الله في قلوب البشر القبول والمحبة لك لطاعتك لأمره... وهناك شيء مهم أختاه أن من سيختارك زوجة له لن يختارك بشكل مزيف وبوجه مليء بالأصباغ فهو حين يعجب بك دون مكياج سيزداد حين تتجملين له والعكس صحيح ... لننتقل لأمر آخر يا أختي الغالية .. لنقل انك تستمتعين بعبارات الإعجاب التي يلقيها عليك الشباب فهل هذا الأمر يرفع من قدرك أم العكس ؟ هل ترضين أن تتحولي لمجرد شيء ملفت للنظر عرضة لمختلف العبارات البذيئة ؟ هل منهم من تعتقدين انه الرجل الذي يصلح لأن يكون زوجاً لك وأباً لأولادك ؟ هل امعنت النظر في هيئاتهم المخجلة وشخصياتهم التافهه ؟ أنت أكبر وأغلى وأعز من أن تكونين كذلك فاحفظي نفسك وقدرك وقيمتك بالحجاب ..
أرادنا الرحمن أن نكون كنوز مكنونة… أرادنا ان نكون درر مصونة … أرادنا ان نكون لآلئ محفوظة…
فهل سبق وأن رأيت كنز ملقى على قارعة الطريق … أو درة ترمى بجانب الشارع… أو لؤلؤة لا حافظ لها…
وإنما كانت قارعة الطريق وجانب الشارع والأشياء التي بلا حفظ هي لسفاسف الأشياء وليس أثمنها … فمع من تريدي أن تكوني؟ لا أظنك تريدين إلا أن تكوني مع الغالي فأنت غالية … غالية بدينك … غالية بإيمانك … غالية بحيائك … غالية بعفافك … حتى وإن تعالت أصوات توابع من لا دين لهم الذين لا يريدون إلا ان تكوني عارية من أغلى الأشياء وأثمنها وأحبها إلى قلبك … حجابك … والذي يحمل شعار كتب عليه أنا طاهرة أنا راقية أنا غالية أنا شريفة …
أختاه إن لطاعة الله حلاوة في القلب ستذوقينها حين تعلنين تحررك من عبودية الشيطان باتباعك لأوامر الرحمن.. إن للحجاب فوائد جمة ستجدينها حين تلتزمين بلبسه بالشكل الشرعي.. سينشرح صدرك ويضيء قلبك وترتاح سرائرك وتنفرج همومك وكيف لا والله يقول :" ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب " ويقول :" ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً " هذا وعد من الله الذي لا يخلف الميعاد فماذا تنتظرين ؟
عاهديني بالله عليك أن تكوني من الصالحات فوالله لن تندمي يوما من الأيام وهلمّ إلى رضى الرحمن واجعلي من حرصك على ان لا يظهر شي ولو يسير من جسدك، قربة لك عند الرحمن مبتغية بذلك حبه لك ورضاه عنك وسوف ترين يوم تقوم الساعة من تكون له عقبى الدار.
واختم بسؤال بسيط لك حبيبتي، عندما نقوم ليوم الحساب … أمام رب العباد … هل هناك من هو مستعد في تلك اللحظة يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه … هل هناك ممن نظروا إليك واستمتعوا بأناقتك وشخصيتك وجمالك وجاذبيتك، أقول هل هناك واحد منهم مستعد لأن يعطيك ولو اليسير من حسناته أو أن يأخذ عنك ولو جزء من سيئاتك لينقذك من عذاب التبرج أومن لهيب مبارزة الرحمن بالسفور؟… أترك الجواب لك … متفائلة بجزيل حبي لك وخوفي عليك ورحمة الباري بك …
واستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك