mody عضو مبتدئ
عدد الرسائل : 206 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 19/10/2008
| موضوع: من هم الكنوز؟................ السبت نوفمبر 08, 2008 11:14 pm | |
| تاريخ الكنوز كما ورد في موسوعة ويكيبيديا أحد فروع سكان النوبة اليوم، و يقيمون بالنوبة و بخاصة في وادي حلفا، يعود أصلهم إلى عرب قبيلة ربيعة، أحد القبائل العربية، و قد تزاوجوا بدرجة متفاوتة بالنوبيين الأصليين و أصبحوا اليوم ثنائي اللسان، فهم يتكلمون العربية و النوبية الكنزية، و قد بدأت قصة الكنوز مع إستقرار فرع من قبيلة ربيعة حول أسوان في منطقة عيذاب بجنوب الصحراء الشرقية بمصر، في المنطقة المعروفة ببلاد المعدن. أسس عرب ربيعة إمارة قوية في أسوان و حولها، و قد إتخذوا من أسوان عاصمة لإمارتهم، وكان أحد أمرائها هو أبو المكارم بن محمد بن علي، و الذي قبض على أحد المتمردين ضد الدولة الفاطمية، المسمى بأبي ركوة و الذي يعتقد إنه من بقايا الأمويين، و الذي ثار ضد الدولة الفاطمية في منطقة غرب دلتا النيل، و الذي فر إلى جنوب مصر بعد فشل ثورته ضد الفاطميين و هزيمته في المنطقة المعروف برأس البركة أو السبخة قرب الفيوم، تلك الثورة التي شاركت فيها قبائل بني قرة الهلالية و التي تم إخماد ثورتها بفضل قبائل سنبس من طيء، و قد قام الأمير أبو المكارم بن محمد بن علي بتسليم الثائر أبي ركوة إلى الخلافة الفاطمية فأنعم عليه الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بلقب كنز الدولة، و الذي أصبح لقب حكام تلك الإمارة، و عرفت الإمارة و شعبها بالكنوز.
و في عام 474 للهجرة، ثار الأمير العربي كنز الدولة محمد في أسوان، حيث إمارته، ضد الوزير الفاطمي بدر الدين الجمالي الأرمني، و بعد فشل ثورته لجأ إلى ملك النوبة الذي سلمه إلى رسل بدر الدين الجمالي الأرمني، بناء على رسالة توصية من بطريرك الأقباط، حملها كل من الأسقف مرقورة و الشريف سيف الدولة، ليتم إعدام كنز الدولة محمد في القاهرة، و لكن ملك النوبة تشفع في أخويه فعفى عنهما بدر الدين الجمالي الأرمني. و يعتقد أن سبب الثورة له دخل بمسألة وراثة الإمامة الفاطمية فمن المعروف أن بدر الدين الجمالي منع نزار،الإبن الأكبر للخليفة الفاطمي المستنصر، من ولاية العهد، رغم إنه الحق بها طبقا لحق البكورية، فدفع بدر الدين الجمالي بولاية العهد إلى أخو نزار الأصغر الذي عرف بالمستعلي بالله، الأمر الذي رفضه بعض وجوه الدولة الفاطمية، و منهم الحسن الصباح، الذي عرف فيما بعد بشيخ الجبل و الذي كان له فضل كبير في تأسيس الفرقة النزارية الإسماعيلية، و يحتمل أن يكون هذا هو دافع الأمير كنز الدولة محمد للتمرد، أي أن التمرد لم يكن إلا تمرد داخل الدولة الفاطمية و ليس ضدها، و قد برهن الكنوز على ولائهم للأئمة الفاطميين بعد ذلك و في أحلك الأوقات كما سأتي ذكره.
فقد ظل الكنوز موالين للخلافة الفاطمية حتى بعد إعلان صلاح الدين سقوطها، و تجلى ذلك حين قاموا بثورة في عهد صلاح الدين الأيوبي بمساندة الجنود الفاطميين من الفرقة السودانية الفاطمية و الذين سبق لهم القيام بثورة في القاهرة من أجل إعادة الخلافة لأصحابها، و نجح صلاح الدين في قمعهم ثم نفاهم صلاح الدين إلى جنوب مصر و بخاصة إلى أخميم، فإنضمت الفرقة السودانية تلك إلى الأمير كنز الدولة، الذي أعلن الثورة بأسوان، من أجل إعادة الخلافة الفاطمية الإسماعيلية، فأرسل صلاح الدين الأيوبي أخاه الأمير أبو بكر محمد بن أيوب، و جرت معركة كبيرة فاصلة في السابع من شهر صفر من عام 570 للهجرة، إنتهت بقتل الأمير كنز الدولة و هزيمة قوات الثورة الفاطمية.
و تعد ثورة الكنوز، هي أخر ثورة فاطمية إسماعيلية بمصر، إذا إستثنينا ثورة الحلف القرشي بقيادة الأمير الشريف حصن الدين ثعلب الجعفري الطالبي الزينبي الديروطي، في عهد السلطان المملوكي المعز عز الدين أيبك التركماني، و التي تختلف فيها الأراء بين كونها فاطمية إسماعيلية تريد إعادة الخلافة للأسرة الفاطمية، و بين كونها زيدية كان يريد بموجبها الأمير حصن الدين ثعلب الخلافة لنفسه، لهذا تعد ثورة الحلف القرشي أخر ثورة شيعية، أما ثورة الكنوز فإنها أخر ثورة شيعية إسماعيلية مجزوم بإسماعيليتها.
لم يكن قمع ثورة الكنوز الفاطمية، نهاية لإمارة الكنوز، فقد ظلت إمارة الكنوز قائمة و لها اليد العليا على صعيد مصر الأعلى، إلى أن قوضها السلطان المملوكي الظاهر بيبرس في حملته على جنوب مصر و التي شملت أيضا القضاء على قوة قبائل البجا، و كانت نتيجة حملته تدمير ميناء عيذاب بالقرب من حلايب اليوم، و إنتهاء دوره كميناء هام في تجارة البحر الأحمر و الحج، و أيضا دفع قبائل الكنوز جنوبا بإتجاه النوبة، و منذ ذلك الوقت أعتبر الكنوز جزء من النوبيين الذين ينقسمون اليوم إلى كنوز و فديجا. و قد ظل الكنوز حتى يومنا هذا يحتفظون بإسمهم و يعتزون به و بتاريخهم، و قد ظل إلى يومنا هذا بعض الكنوز شيعة إسماعيلية، و يتبعون الفرقة النزارية المعروفة اليوم بالأغاخانية، أي أتباع الإمام أغاخان، و قد أتى أغاخان الثالث، في مذكراته على ذكر وجود جزر شيعيةإسماعيلية نزارية، في صعيد مصر الأعلى، و قد إختار أغاخان الثالث، الذي سبق و أن رشح في عام 1914، لتولي عرش مصر، أن يدفن في أسوان، التي كانت عاصمة إمارة الكنوز، و قد تحدث عن أسوان و علاقتها بالخلافة الفاطمية و لماذا إختار أسوان لتكون مثواه، في مذكراته. المصادر:
ابن خلدون: تاريخ ابن خلدون.
المقريزي:
البيان و الإعراب عما بأرض مصر من الأعراب. المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والاثار. اتعاظ الحنفا بذكر الأئمة الفاطميين الخلفا. أبو العباس القلقشندي: نهاية الأرب في معرفة قبائل العرب.
ابن حزم الأندلسي الظاهري: جمهرة أنساب العرب.
د. سلام شافعي محمود، أهل الذمة في مصر في العصر الفاطمي الأول، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1995، القاهرة، مصر.
أغاخان الثالث، مذكرات أغاخان الثالث، من منشورات بيروت.
[center] النوبة وخزان اسوانلقد كانت فكرة اقامة خزان في اسوان فكرة قديمة منذ قام المهندس العربي الحسن بن الهيثم بعمل دراسات في القرن الحادي عشر الميلادي. ولكن فان عدم استقرار الاحوال الداخلية في مصر جعل الحكام يصرفون النظر عن هذا المشروع وبعد الاحتلال الأنجليزي لمصر؛ فكر الأنجليز في اقامة خزان يتحكم في مياه النيل يختزن فيه الفائض من المياه في زمن الفيضان. وكان التفكير في اقامة الخزان في اضيق نقطة على مجرى النيل شمال اسوان عند بلدة "الخطارة" ولكن المسئولين عن التنفيذ وجدوا ان اقامة الخزان في ذلك المكان سيترتب عليه غرق مدينة اسوان مما سوف يتسبب في تكاليف باهظة سواء في التعويضات او في اقامة مدينة جديدة. واستقر الرأي على اقامة الخزان فوق الجندل الاول للشلال وبدأ العمل في اقامة الخزان عام 1898 وانتهى عام 1902.بدأ العمل بخزان أسوانولكن لجشع الأنجليز والطمع في زراعة المزيد من الاراضي بالقطن في الشمال؛ بدأوا بالتفكير في تعلية الخزان لخزن المزيد من المياه. وقد تمت التعلية الاولى عام 1912؛ اي بعد عشر سنوات من اقامة الخزان؛ وقد تسببت هذه التعلية في غـرق بلاد النوبة الواقعة بين الشلال و "كروسكو" على امتداد 225 كيلومتر. فغرقت هذه البلاد بما عليها من مساكن و الملايين من اشجار النخيل والاشجار الاخرى وكذلك السواقي. فكمـا نـرى كلما زاد جشع الحكام وقتها ازدادت معاناة النوبيون والبلاد التي اغرقتها التعلية الاولى للخزان هي: دابـود - دهـمـيت - امبركاب -كلابشـة - ابوهور - مرواو - مارية - جرف حسين - قـرشة - كشتنمـة شـرق - كشتنمـة غـرب - الـدكــة - العلاقـي - قورته - السيالة - المحرقة - السبوع - المضيق - وادي العرب - شاترمة - السنقاري - الريقة - المالكي. وهكذا اضطر الأهالي للانتقال الى أعالي الجبال ليبنوا فوقها مساكنهم الجديدة بدلاً من تلك التي اغرقتها المياه فالأنتماءالى الارض والوطن كان هو الاقوى مهما كانت حجم الصعاب. وهكذا فقد النوبيون بذلك اهم مقومات حياتهم الاقتصادية واخذت المياه التي تختزنها المنطقة في تغيير الطبيعة الجغرافية للمكان وتصبح المراكب هي وسيلةالانتقال الوحيدة كما صارت الحوانيت متنقلة لسد حاجة الاهالي وتوفير مستلزمات المعيشة؛ لقد تحمل النوبيون هذا الوضع قرابة ثلاثين عاما حتى بدأ الانجليز بالتفكير في التعلية الثانية للخزان في سنة 1934 وكأنهم لم يكتـفـوا بما قاساه اهل النوبة وبالدمار الذي لحق بقراهم واراضيهم. وقد تسببت التعلية هذه المرة في غرق البقيةالباقية من "المالكي" وحتى اخر حدودنا الجنوبية في "أدندان" على طول 350 كيلومتر وهو غرق كامل لكل الأراضي على ضفتي النيل وقامت الحكومة بأقامة مشروعات للري في الدكة والعلاقي وبلانة للتخفيفمن حجم الكارثة على الاهالي. ولكن كان للطبيعة رأي آخر فعندما تنحسر المياه خلف الخزان يبادر الأهاليبزراعة الأرض التي انحسرت عنها المياه؛ وهو ما يعرف باسم "الناجير"؛ بالذرة واللوبيا والكشرنجيج وما يكاد يقترب وقت النضج حتى تقفل عيون الخزان مرة اخرى لخزن المياه وقبل الموعد المحدد للحصادفتغرق الزروع ويضيع جهدهم هباء ويخسر الاهالي ما كانو سيدخرونه علفاً لمواشيهم واغنامهم فترة الشتاء. ولا معين الا الله.كما ان عدم وجود المواصلات البرية التي تربط بين بلاد النوبة كانت سبباً آخر في تأخر البلاد وهي كذلكاحد عوامل ضعف الرعاية الصحية ووسيلة الانتقال الوحيدة التي كانت تربط البلاد ببعضها البعض هيباخرة البوسطة السودانية التي تقوم بنقل الركاب والبريد والبضائع بين الشلال وأدندان ثم وادي حلفامرةً كل اسبوع . هكذا كان حال النوبة بعد التعلية الثانية للخزان دمار وخراب وغرق ملايين من اشجارالنخيل المثمرة وضياع عشرات الآلوف من الأراضي الجيدة والسواقي والبيوت قدرت لها الحكومة تعويضات هزيلة لا تتناسب مع حجم الكارثة؛ صدق أو لا تصدق ان تعويض النخلة كان عشرة قروش وخمسين قرشاً وتعويضالمنزل حسب عدد الغرف التي لا يزيد تعويضها عن الخمسة جنيهات وفدان الارض كان عشرون جنيهاً!!!ومضى عهد وجاء آخر لعله يبشر بالخير ويعيد للنوبة ابتسامتها..... | |
|
mody عضو مبتدئ
عدد الرسائل : 206 العمر : 33 تاريخ التسجيل : 19/10/2008
| موضوع: رد: من هم الكنوز؟................ السبت نوفمبر 08, 2008 11:17 pm | |
| .....
النوبة والسد العالى بقيام ثورة 23 يوليو كانت هناك مشروعات للاستفادة من مياه النيل ومن اهم هذه المشروعات انشاء سد عالي جنوب اسوان. وفي يناير 1960 احتفلت مصر بوضع حجر الاساس للمشروع؛ ولنا وقفة مع خطاب الرئيس جمال عبد الناصر أثناء وضع حجر الأساس.(الخطاب بآخر الصفحة وبدأ البناء ليبدأ معه العد التنازلي لبداية النهاية لبلاد النوبة. ويكون شهر مايو عام 1964 هو بداية غرق بلاد النوبة حتى جنوب وادي حلفا؛ وكان على النوبيين ان يفكروا في مصيرهم وقامت مجموعات منهم بالبقاء في المنطقة والصعود للجبال وبناء قرى جديدة كما كانوا يفعلون في التعليات السابقة لخزان اسوان لكن هذه المرة يكاد يكون الأمر مستحيلاً لبعد الاراضي التي تصلح للإستيطان بعشرات الكيلومترات وذلك سيكون عقبة في سبيل بناء القرى الجديدة في الوقت المناسب خاصة وإنه قد صدرت القرارات المنفذة بقواعد نزع الملكية ثم التهجير والإسكان وهنا كان لزاماً على النوبيين أن يفكروا في مصيرهمبعد بناْ السد العالي؛ لذلك تم دمج كل الأندية والجمعيات والهيئات النوبية في كيان واحد وهو "النادي النوبي العام" ليكون لهم رأي موحد يعبر عن آمال النوبيين ومهمته دراسة مستقبل النوبة بعد السد وقامت الحكومة ببناء مسكن نموذجي على أعتبار أن هذا ما ستكون عليه بيوت النوبيين وقد نال هذا النموذج استحسان الوفد الذي أختير من بلاد النوبة وكالعادة تنصلت الحكومة من وعودها وعند التنفيذ كان الأمر مختلفاً تماماً. وتحدد يوم 18 أكتوبر 1963 موعداً لإخلاء النوبة من سكانها على عجل مهما كانت الظروف وبدأ نقل الأهالي إالى القرى الجديدة بطرق غير إنسانية لا تتوفر فيها وسائل الراحة بصنادل نيلية ومن دون اي رعاية صحية في نفس الوقت الذي كان يصاحب فيه قطارات نقل الحيوانات من "وادي حلفا" الى "خشم القربة" طبيباً بيطرياً لرعاية الحيوانات. وبوصول الأهالي الى الشلال يتم نقلهم بعربات نقل "لوريات" مكشوفة مع منقولاتهم دون مراعاة للمرضى وكبار السن. كا تم نقل أهالي بعض القرى من النوبة قبل حتى استكمال بناء مساكنهم الجديدة ليحلوا ضيوفاً على أهالي القرى المجاورة. وهكذا اصبحت بلاد النوبة خالية من سكانها الذين عاشوا فوق ارضها آلاف السنين وتركوا ورائهم؛ ولأول مرة؛ الأرض والذكريات وقبور آبائهم وأجدادهم وأعز ما يملك الأنسان: الأرض والذكريات. حال قرى التهجير بعد أن تم نقل الأهالى لقراهم الجديدة لم يكن الحال كما وعدت به الحكومة أو كما بشرت به وسائل الأعلام عن طريق أذاعة وحى الجنوب وبالكتيبات التى تم توزيعها على النوبيين مبشرة بالمستقبل وأن كل فرد سينال نصيبه العادل وأنهم سيهجرون الى موطن تتوفر فيه كل أمكانات الحياة من مساكن وأراضى وخدمات .لكن الحقيقة كانت مختلفة وحال القرى كانت سيئة لهذه الأسباب .. أولا: - أختيار مواقع صحراوية فى هضبة كوم أمبوالتى تعتبر مخرات سيول لوديان جبلية مثل وادى خريط وشعيب ووادى النقرة غير ملائمة للسكنى . ثانيا: - عدم التأكد من صلاحية التربة التى بنيت فوقها المساكن والتى تعرف بأسم الباجا مما يجعلها عرضة للتصدع والأنهيار وبذلك تشكل خطورة على ساكنيها . ثالثا :- تكديس 42 أثنان وأربعون قرية هى مجموع قرى النوبة قبل التهجير والتى كانت موزعة على ضفاف النيل شرقا وغربا بطول 350 كيلو متر تم تكــديـسها فى دائرة نصف قطرها 50 خمسون كيلو متر مما نتج عنه ضيق مساحات القرى وبالتالى ضيق المنازل ناهيك عن عدم وجود الخدمات مثل المياة وخزانات الصرف وبعد الأراضى الزراعية عن القرى بنحو ثلاث كيلو مترات أحيانا . رابعا:- عدم وجود مساحات أضافية فى محيط القرى تصلح كأمتداد عمرانى لتواكب الزيادة المضطردة فى عدد السكان. النوبة والمعونات الأجنبي وبعد أن أستقر المهجرون في قراهم قامت منظمة الفاو؛ وهي من الهيئات التابعة لمنظمة الأمم المتحدة؛ قامت بمد الحكومة المصرية بنحو 12 مليون دولار كمساعدات غذائية ومالية للذين أُضيروا من السد العالي لإعادة توطينهم ومساعدتهم في الزراعات الشاطئية حتى تعمر المنطقة من جديد ويعودون إليها. لكن المسئولون عن التنفيذ كانوا يعدون كشوفاً بأسماء الصيادين في المنطقة وبعض الهاربين من الأحكام والتجنيد واعتبارهم مزارعين من النوبة. وهكذا تمت اللعبة؛ أفراد يوقعون بالإستلام وآخرون يتسلمون اراضيهم ولا بأس من تسليم الأهالي بعضها على سبيل التذكار. وبهذا الشكل أُهدرت مساعدات المنظمة الدولية على شؤاطي بحيرة النوبة وعندما تنبه النوبيين لذلك وتم تقديم الشكاوى كانوا يستبدلون مسئول بآخر واللعبة كانت ما تزال مستمرة. أما المعونات الغذائية التي كانت مقدمة من الهيئات الأجنبية لتوزيعها على المهجرين من أبناء النوبة فحدث ولا حرج. تم التصرف فيها لتباع في المجمعات الإستهلاكية وعلى أرصفة الشوارع بالقاهرة؛ ولم يصل الا القليل منها لمستحقيها. النوبة ومساكن المغتربين إن ما يسمى بمساكن المغتربين هي من اكبر المشاكل في النوبة. فالمنازل التي تم حصرها في عام 1962 بلغت 24 الف مسكن ومع ذلك لم تبن منها الحكومة حتى عام 1994 سوى 16 الف مسكن أما الثمانية الف مسكن الباقية أُرجئ بناؤها لما بعد وهي بلغة الحكومات تعني ربما سنفعل وبالطبع لن تفعل لأنه بعد عشر سنوات من الهجرة لم تف الحكومة بوعدها ولم تقم ببناء ولو مسكن واحد إضافي. والآن وبعد أكثر من اربعون سنة مازال الكثيرون من النوبيين ينتظرون في كشوفات المغتربين؛ وبعضهم قد وافته المنية والآخرون ينتظرون. وهذا الذي يحدث لم نسمع به في أي مكان على الأرض إلا عندنا نحن. وتمر الأعوام وتتبدل القيادات والوعود لا تنفذ ونحن لا نمل ولا نكل من تقديم الشكاوى و الإحتجاجات ومازالت الحكومة تطالبنا بثمن المساكن النوبة والتعويضات عندما غرقت بلاد النوبة فى التعلية الأولى والثانية لخزان أسوان قام رجال المساحة بحصر كل المنشآت المعرضة للغرق وتثمينها بثمن هزيل لايتناسب مع حجم الخسارة والتضحيات وهكذا كان هناك ثمن محدد لكل ما يمتلكه النوبيين ويجب أن لاتزيد عليه ومن الأمثلة التى ذكرناها أن ثمن النخلة هو خمسون قرشا وأحيانا عشرة قروش وفدان الأرض من عشرون جنيها إلى أربعون كان هذا تقدير رجال المساحة فى الماضى لممتلكات النوبيين لكن المثير للدهشة بعد أنشاء السد العالى أن يأتى المساحون بنفس التقديرات السابقة والفارق الزمنى بين هذا التقدير وذاك هو 30 ثلاثون عاما سبحان الله ؟ بدون أن يكلفوا أنفسهم عناء التفكير وماآلت إليه ظروف الحياة وتغير قيمة النقد . وليت الأمور أستقرت عند هذا الحد بل هناك أيضا تفرقة فى نسبة التعويضات بين أهل الشمال وأهل الجنوب الأراضى التى تم نزع ملكيتها فى رشيد فى نفس الفترة قدروا للنخلة تعويضا يساوى 34 أربعة وثلاثون جنيها وفى الجنوب خمسون قرشا والفدان فى الشمال يساوى مئات الجنيهات وفى النوبة عشرون جنيها وكذلك التعويضات التى صرفت من خزانة الحكومة لأهالى وادى حلفا الذين تضرروا من السد العالى تعويض النخلة 15 خمسة عشر جنيها فلا نسبة ولاتناسب مطلقا والله المستعان. وتأتى الكارثة الكبرى وكأنهم لم يكتفوا بعد قررت هيئة المساحة بأن أرض النوبة كلها من الشلال إلى أدندان شرقا وغربا تبلغ مساحتها 14 اربعة عشرة الف فدان هو كل ما كان يملكه النوبيون مع العلم بأنها كانت أكثر من 75 الف فدان منها ما كانت تروى بالسواقي أو الطلمبات ومنها ما كان يزرع عند إنحسار الخزان . لقد سقط سهواً من تقدير هيئة المساحة 60 الف فدان. وبهذا يكون الحال كأن قرية بأكملها لا يملك أهلها سوى قيراطين من الأرض !! فهل هذا معقول. وبهذه التقديرات الجزافية والتي لا ترقى لميزان العدل ضاعت حقوق كثيرة للنوبيين ولم يؤخذ في الحسبان الأجيال الجديدة والتي ولدت فوق أرض التهجير؛ فليس لهؤلاء نصيب لا في الأرض ولا في المسكن. | |
|