عندما احتفلت إيطاليا بمرور خمسة قرون علي ميلاد كولمبوس الذي اكتشف أمريكا, طالب الهنود الحمر باعتذار عن الجرائم التي ارتكبها كولمبوس في امريكا. قتل وتشريد وتعذيب وقتل لكل الأمراض الأوروبية.
وطالب الأمريكان من اليابان الاعتذار عن إغراق الاسطول في بيرل هاربور..
وطلب اليابانيون باعتذار امريكا عن ضرب هيروشيما بالقنبلة الذرية..وفي العام المقبل سوف تحتفل بريطانيا وامريكا بمرور قرنين علي قرار البرلمان البريطاني بتحريم تجارة الرقيق.. وقد بادر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا بإصدار بيان يستنكر فيه تجارة الرقيق.
ويري أنها عار في تاريخ بريطانيا والعالم كله.. وقد نشر هذا البيان في مجلة يصدرها السود في بريطانيا اسمها( الوطن الجديد). وقد تفادي توني بلير ان يكون بيانه اعتذارا حتي لا يذهب السود الي المحاكم ويطلبون تعويضا عن الذي اصاب أجدادهم من عذاب.
ويقدر المؤرخون ان بريطانيا باعت لأمريكا اكثر من ثلاثين مليونا من الزنوج فيما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر, وقد شارك في هذه التجارة عدد من الزنوج ايضا.. ومازال العالم يشهد بيع الانسان للانسان بين افريقيا وامريكا اللاتينية!
وحرصا من توني بلير علي تحسين صورته في ايرلندا الشمالية فقد اعتذر سنة1997 عن جريمتين لم يشارك فيهما.. الأولي مسئولية بريطانيا عن المجاعة التي اصابت ايرلندا في القرن التاسع عشر.. وعن اتهام اربعة من الشباب الايرلندي بالقاء قنبلة علي احد المطاعم, وكان توني بلير وقتها طالبا.
ولو طالبنا باعتذار الانجليز عن جرائم دنشواي طالب العراقيون عن جرائم الاحتلال الأمريكي والبريطاني وغير ذلك من الجرائم التي ارتكبها المحتلون في التاريخ, فكل ذلك لا يجدي ولا يغير من الواقع شيئا.. وكذلك لو اعتذرت امريكا واسرائيل عن الذي اصاب ويصيب شعب فلسطين, وقبله افغانستان وباكستان وفيتنام..
فلا الشعوب تابت عن القتل, ولا الشعوب تعلمت.. وسوف يبقي الأقوي هو الأقدر علي القتل والاعتذار ثم تزوير التاريخ بعد ذلك.