في دنيا الرياضة.. كلما تقاربت المستويات أو تساوت.. تزداد المنافسة
وتشتعل المباريات.. والدوري المصري يشهد تقاربا في المستويات خلال تلك
الفترة جعلت كل فريق يطمع في المنافس مهما كان اسمه.. باختصار.. مفيش كبير
في الدوري هذا الموسم.. الأهلي حامل اللقب وبطل افريقيا اهتز في الأسابيع
الأخيرة بعد ان كان أسدا تهابه الأفيال والنمور.. قبل القطط والفئران..
فخسر.. ثم تعادل أخيرا أمام الشرطة والزمالك الذي كان اسما كبيرا في
السنوات السابقة.. أصبح مطمعا للجميع حتي خسر مباراته التاسعة هذا الموسم
أمام الحدود الذي استحق الفوز المبكر2/..1 والعجيب ان الفريقين الكبيرين
الأهلي والزمالك لم يوفقا في الدور الأول أمام نفس الفريقين حيث سبق وفاز
الحدود بهدف علي الزمالك.. وسبق وفاز الشرطة علي الأهلي بهدف.. وهنا لابد
ان نتساءل هل امكانات لاعبي الحدود أفضل من الزمالك وهل امكانات لاعبي
الشرطة أفضل من الأهلي؟! طبعا مستحيل!!
هل الحظ والتحكيم كما يدعي البعض يتحكمان في النتيجة خلال الدورين ويريدان إسقاط الأهلي والزمالك؟! مستحيل!!
هل طارق العشري أفضل من جهازين فنيين كاملين للزمالك؟! وهل طلعت يوسف
الذي تفوق علي جوزيه في الدورين الأول والثاني وخطف خمس نقاط كاملة من
الأهلي.. أفضل من جوزيه؟!
المؤكد ان أدوات الأهلي والزمالك وامكاناتهما من لاعبين وجماهير
غفيرة تفوق الحدود والشرطة.. ولذلك الدافع القوي لدي الفرق الصغيرة من
معنويات وروح وعطاء هي أهم فيصل في الرغبة للفوز وتحقيقه.. ثم يأتي دور
المدرب الفاهم الذي يوظف لاعبيه جيدا ويجيد اختيارهم وإسناد المهام لهم
لتحقيق هدف معين من المباراة.. وبالنتائج.. فقد تفوق طلعت يوسف علي
جوزيه.. وتفوق طارق العشري بدرجة امتياز علي كل من كاستال ومن قبله هولمان
الألماني.
رغم ذلك بدأ الزمالك الطريق الصحيح بالتغيير والتجديد في صفوف الفريق
بعد ان أثبتت التجربة ان عواجيز الفرح لابد من التخلص منهم بعد ان خربوا
خزينة النادي ولم يحققوا سوي المركز التاسع حتي الآن بتسع هزائم وهذا
نادرا ما يحدث للزمالك.
والزمالك والأهلي فطنا لضرورة التغيير والتجديد.. لكن الزمالك يسير
بشكل أسرع لانه لا يخشي الهزائم التي تعود عليها ولا يخشي ضياع القمة
مثلا.. بينما الأهلي يحاول بهدوء خشية اهتزاز مركزه في القمة وجوزيه معه
الحق في ذلك وإن كان كل من يشركه الرجل تم التعاقد معه حسب اسمه وتاريخه
ونجوميته في الأندية الأخري قبل ضمه.. لكن هناك تشابها بين الاثنين.. وكأن
الأهلي يقول للزمالك "اللي يشوف بلاوي الناس.. تهون عليه بلوته".
صحيح حال الفريقين يختلف كثيرا.. فريق مازال علي القمة ويتمسك بها
رغم النتائج المهزوزة.. وفريق يعاني من كل شيء.. من اللاعبين والنتائج
والترتيب.. لكن المؤكد ان ما يفعله جهاز الزمالك الآن هو عين الصواب لانه
فقد كل شيء ولم يتبق سوي التجديد والاحلال علي أمل استعادة الحياة في
الموسم القادم بصف جديد.
أما الأهلي فمصيبته أكبر لانه بين ناري القمة المحلية واللعب في
افريقيا ولأنه يحمل هموم لقبين في الدوري المصري.. والدوري الافريقي..
ولذلك فالمجال مغلق ويمر جوزيه من عنق زجاجة ضيق لضم أي عنصر للقائمة بشرط
ان يكون صاحب خبرة تتماشي مع مستوي المشاركات المطروحة خاصة في افريقيا.
وهنا يكمن الفارق بين اثنين يبغيان التجديد.. الأول بدأ ولا يبكي علي
شيء لأن كل شيء ضاع فلن تهزه النتائج والثاني يريد التجديد بحساب خشية
اهتزاز الالقاب محليا وافريقيا.
نتائج مباريات الأسبوع الثاني والعشرين.. حفلت بمفاجآت.. جاء فوز
طلائع الجيش برباعية علي الاتحاد السكندري من أكبر المفاجآت بعد ان استفاق
الاتحاد في الفترة الأخيرة وعرف طريق الاستقرار.. وهذه النتيجة فيها كلام
كثير لابد ان يبحثه جهاز طه بصري ورئيس النادي محمد مصيلحي.. بينما هي
نتيجة ايجابية أكدت قدرة فريق الطلائع علي الاستمرار والاقتراب من دائرة
الكبار.
ودخل فريق إنبي دائرة المنافسة وصعد للمركز الثاني بعد فوزه علي
الاتصالات بهدف ومن الصعب ان نحمل تلك النتيجة لحسام حسن الذي تولي
المسئولية قبل المباراة بساعات وأدارها من المدرجات لكنه عودنا علي النجاح
في المهام الصعبة كما فعل مع المصري من قبل.
أما إنبي فقد صعد وقفز لمركز الوصيف انتظارا لنتيجة الإسماعيلي مع بتروجيت اليوم.
ولابد ان نتوقف أمام لقاء المصري والترسانة الذي انتهي بفوز الترسانة
بهدفين في بورسعيد.. ليصبح ثلث نقاط الترسانة هذا الموسم من أبناء بورسعيد
مما اثار القيل والقال في بورسعيد بعد المباراة ورغم ذلك لم تغير النقاط
الثلاث من موقف الترسانة في قاع الجدول لكنها قد تكون طوق النجاة للفريق
إذا استمرت ثورته علي الهزائم.
حتي الأوليمبي هو الآخر الذي تعود علي الخسائر من بداية الموسم
استفاق فجأة ودبت فيه الروح وفاز علي غزل المحلة 2/1 ويحتاج لأكثر من عشر
نقاط هو والمصرية للاتصالات والترسانة إذا أرادوا البقاء في دوري الأضواء.